هيغوين.. من الحمل فوق الرؤوس.. إلى تعليق رأسه في "المشنقة"
عام واحد فقط قلب الأوضاع.. واستبدل "الحب" بـ "الكره"
الجمعة 29 جمادي الثاني 1434هـ - 10 مايو 2013م
الارجنتيني هيغوين مهاجم ريال مدريد
مدريد ــ د ب أ -
قبل عام واحد فقط.. هتفت الجماهير المدريدية للمهاجم الأرجنتيني
غونزالو هيغوين وأسرفت في التحية والتهنئة لنجم الـ"تانغو" مثل باقي نجوم
ريال مدريد بعد الفوز الرائع للفريق بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم.
وفي
غضون عام واحد فقط تحولت التحية وهتافات الإشادة إلى عبارات استنكار
وصيحات استهجان ليدرك هيغوين الحقيقة التي لا تقبل أي شك، وهي أن عاما
واحدا يبدو وقتا طويلا للغاية في عالم الساحرة المستديرة التي يمكن
لأحوالها أن تنقلب رأسا على عقب في غضون فترة قصيرة للغاية.
وفي
الثاني من مايو 2012 ، كان هيغوين من اللاعبين الثلاثة الذين هزوا شباك
أتلتيك بلباو ليقودوا الريال إلى الفوز 3ــصفر وحسم لقب الدوري الإسباني
لينال هتافا رائعا وتحية عريضة من الجماهير التي حضرت اللقاء على ملعب
بلباو.
وطالبت الجماهير بعدها مسؤولي النادي الملكي ببذل أقصى جهد
للإبقاء على هيغوين ضمن صفوف الفريق، بعدما كان مصير اللاعب مجهولا في ظل
التقارير التي أشارت إلى اقتراب رحيله عن الريال.
وكان هيغوين من
بين أكثر الأسماء التي رددتها جماهير الفريق خلال الاحتفال باللقب في شوارع
العاصمة الإسبانية كما لبى اللاعب رغبات وطموحات جماهير النادي الملكي وظل
في صفوف الفريق.
ولكن الحال انقلبت رأساً على عقب، وأشار أنصار
الفريق مؤخرا بأصابع الاتهام إلى عدد من لاعبي الفريق ومنهم هيغوين خاصة
بعد تضاؤل فرص الفريق في الدفاع عن لقب الدوري الإسباني باتساع الفارق مع
برشلونة المتصدر واقتراب الأخير من استعادة اللقب.
وتفاقم الوضع
السيئ وانتقادات الجماهير لهيغوين بعدما فشل اللاعب في قيادة الفريق
لاستكمال العودة أمام بوروسيا دورتموند، حيث فاز الريال 2 ــصفر على ضيفه
الألماني في مباراة الإياب بالدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا وخسر
3ــ4 في مجموع المباراتين بعدما خسر 1ــ4 في دورتموند ذهاباً.
وكان
الريال بحاجة إلى هدف ثالث في لقاء الإياب لانتزاع بطاقة التأهل للنهائي
ولكن هيغوين فشل في منح الريال هذا الهدف، حيث أهدر فرصة خطيرة للغاية في
بداية المباراة واستحق هتافات الجماهير العدائية ضده لدى استبداله في وسط
الشوط الثاني بنزول الفرنسي كريم بنزيمة مكانه.
وبعد هذه المباراة،
خاض الريال مباراتين على ملعبه باستاد "سانتياغو برنابيو" بالعاصمة
الإسبانية مدريد وكان الوضع مماثلا حيث أطلقت الجماهير صافرات الاستهجان ضد
هيغوين في كل من المباراتين ولكن هذه المرة لدى نزوله كلاعب بديل بعدما
وضعه المدير الفني للفريق "البرتغالي" جوزيه مورينهو ضمن البدلاء أمام بلد
الوليد، ثم أمام ملقة البارحة الأولى.
وبعد المباراة أمام ملقة،
أعرب المدرب المساعد لمورينهو أيتور كارانكا عن أسفه لما يمر به هيغوين من
أزمة، وقال: "إنها كرة القدم.. قبل عام واحد، فزنا بلقب الدوري في بلباو
وسط هتافات الجماهير له.. نعلم أن هيغوين لا يمر حاليا بأفضل فترة في
مسيرته، ولكن عليه أن يواصل العمل.. يعرف تماماً كيف يراه الطاقم الفني
للفريق".
والمثير أن الأرقام والإحصائيات تضع هيغوين في موقف أفضل
من بنزيمة حيث سجل اللاعب"13" هدفاً في"25" مباراة خاضها مع الريال بالدوري
هذا الموسم مقابل عشرة أهداف فقط لبنزيمة في"28" مباراة مع الفريق في
الدوري هذا الموسم.
ولكن ما أفسد علاقة هيغوين بالجماهير هو مستواه
في مباريات الريال بدوري الأبطال وهي البطولة التي انصب عليها تركيز
الجماهير كثيراً في الموسم الحالي.
وفي"48" مباراة خاضها هيغوين مع الفريق في دوري الأبطال على مدار مسيرته مع الريال، لم يسجل النجم الأرجنتيني سوى ثمانية أهداف.
وتتزامن
صافرات الاستهجان من الجماهير ضد هيغوين مع ما يثار من جدل وإشاعات حاليا
بشأن إمكانية رحيله عن صفوف الريال بنهاية الموسم الحالي.
وأكدت صحيفة
"إل كورييري ديللو سبورت" الإيطالية الرياضية مؤخرا أن نادي يوفنتوس بطل
الدوري الإيطالي في الموسمين الماضي والحالي هو الجهة المقبلة لنجم
الـ"تانغو".