بيت المسلم يجب أن يكون تجسيدًا للإسلام بكل ما فيه من خيرات وما أجمل أن تتخذ الأسرة المسلمة في بيتها مسجدًا (ركنًا خاصًا للصلاة والعبادة). والأسرة المسلمة تدرك جيدًا أن التقرب إلى الله تعالى لا يكون بأداء الصلاة فقط، بل إن العبادة باب واسع؛ فجميع أفراد البيت يكثرون من ذكر الله -سبحانه- ويحرصون على أذكار اليوم والليلة، قال صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت) [مسلم].
وما أجمل أن يجتمع أهل البيت على قراءة القرآن، ويختمون قراءته مرة كل شهر على الأقل، وما أجمل أن تجتمع كل أسرة مرة في الأسبوع تتعلم أمور دينها، وتقرأ في كتب السنة والفقه وسيرة الرسول صل الله عليه وسلم؛ حتى تعود الصور المشرقة لبيوت صحابة النب صلى الله عليه وسلم، فقد كان يُسمع من بيوتهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن والصلاة بالليل والبكاء بينيدي الله -سبحانه-.
والأسرة المسلمة تستغل الأوقات المباركة المخصوصة، مثل شهر رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، وغير ذلك ... فتستثمرها في العبادة، وتعرِّف أبناءها بهذه المناسبات وفضلها، وتزودهم بما يرتبط بها من معلومات وأحكام.
أما المرأة فصلواتها كلها -مفروضة ومسنونة- في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد؛ لأن في ذلك صيانة لها وحفاظًا عليها، فقد روي أن أم حميد الساعدية جاءت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، فقال صلى الله عليه وسلم: (قد علمتُ، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجد الجماعة) [أحمد والطبراني].